شبكة Mastodon الاجتماعية ما بين القضاء على تويتر وإعادة المُنتديات للحياة
وصل سوق الشبكات الاجتماعية إلى حد الإشباع تقريبًا، فسيطرة فيسبوك وتطبيقاتها المُختلفة يُعتبر سببًا كافيًا للتوقف عن التفكير في بناء شبكة اجتماعية جديدة طالما أنها لا تُقدّم فكرة قوية تدفعها في وجه المارد الأزرق.
وبالفعل، كانت هناك محاولات متواضعة من Peach لكنها باءت بالفشل ولم تُحقّق النجاح المطلوب، حالها حال بعض المحاولات الأُخرى من غوغل التي أطلقت تطبيق Spaces لتسهيل المُشاركة الاجتماعية، لكن الاعتماد على حساب غوغل عوضًا عن فيسبوك كان سببًا كافيًا لإغلاق التطبيق بعد فترة من إطلاقه.
لكن الشاب الألماني يوجين روشكو Eugen Rochko ذو الـ 24 ربيعًا كان له رأي آخر على ما يبدو عندما أعلن عن شبكة ماستودون Mastodon الاجتماعية، وهي شبكة تأتي لمنافسة تويتر بشكل مُباشر، دون الحاجة لذكر هذا الأمر بشكل صريح.
تسمح ماستودون للمستخدمين بإنشاء حسابات جديدة، ومُتابعة حسابات أُخرى مثلما هو الحال في تويتر. لكنها تولي الخصوصية أهمّية كبيرة، ولهذا السبب كل مُشاركة -توتس toots- داخل الشبكة لها إعدادات خصوصية خاصّة بها، وبالتالي يُمكن أن يكون الحساب عام لكن لا تظهر جميع المُشاركات لكافة الأصدقاء، بل لشريحة مُحدّدة.
المُشاركات ليست مُقيّدة بعدد حروف قليل مثل تويتر، بل يُمكن نشر توتس حتى 500 كلمة دون مشاكل، مع إمكانية رفع الصور أيضًا. كما يُمكن إضافة وسم خاص للمشاركة لتحذير البقية من وجود مُحتوى غير ملائم للجميع، بحيث لا تظهر محتوياتها حتى يضغط المُستلم على زر خاص لعرضها، وهو أمر جيّد أيضًا.
ما سبق يُمكن لأي مُطوّر القيام به، فمحاكاة تويتر والتخلّص من المشاكل الموجودة فيها ليس بالأمر الصعب أبدًا، لكن الفكر الذي يعمل به روشكو وشبكة ماستودون يجعل منها مُميّزة نوعًا ما.
هذه الشبكة مفتوحة المصدر، وهذا يعني أنها ليست ملك لشخص واحد، بل يُمكن لأي مُستخدم تطويرها وإنشاء شبكته الخاصّة بكل بساطة. كما أن ورشكو لا يبحث عن تمويل من أحد، فهو يكتفي بالتبرعات التي يحصل عليها من موقع باتريون، فهو يحتاج شهريًا لـ 800 دولار أمريكي على حد قوله، نجح في الحصول على أكثر من ذلك عبر التبرّعات فقط.
وبعيدًا عن كل ما سبق، فإن الشبكة تتميّز بمبدأ اللامركزية في العمل، أي عدم الاعتماد على مُخدّمات تتواصل مع بعضها البعض، بل يُمكن اعتبارها كبروتوكول للتواصل بين بقيّة خوادم ماستودون.
يُمكن تشبيه ماستودون بالبريد الإلكتروني، فمُستخدمي بريد ياهو بإمكانهم إرسال رسالة بريدية لمُستخدمي هوتميل دون مشاكل لأنها خدمات تعتمد بالأساس على بروتوكولات البريد الإلكتروني POP3، وSMTP. نفس الأمر في ماستودون، بما أنها مفتوحة المصدر فأي شخص بإمكانه إنشاء خادم خاص لتشغيل الخدمة، وبالتالي تتواصل هذه الخوادم مع بعضها البعض دون مشاكل.
بمعنى آخر، يُمكن إنشاء مساحة أو فضاء لمُحبّي كُرة القدم باستخدام ماستودون، وهذا يعني أن الحوارات هُنا ستكون حول كرة القدم فقط، وكأنه منتدى، لكنه شبكة اجتماعية. هذه الفضاءات، أو المساحات، أو الشبكات الاجتماعية المُنفصلة تسمح للمستخدم بالتواصل مع حساب المُستخدم الأصلي في ماستودون، ومع بقيّة الفضاءات الأُخرى.
الفضاء الرسمي موجود على الرابط https://mastodon.social، أما الفضاءات الأُخرى فيمكن العثور على بعضها على الرابط التالي. وليس من الضروري أن تتواصل تلك الفضاءات مع بعضها، إذ يُمكنها أن تكون مُنفصلة، أو اجتماعية.
حاليًا، التسجيل في ماستودون متوقّف بسبب كثرة المُستخدمين الذي أدّى إلى زيادة الحمل على الخوادم، ولهذا السبب تم إغلاق التسجيل في الفضاء الرئيسي مع إمكانية اختيار فضاءات ثانية لتجربة هذه الشبكة والتعرّف على آلية استخدامها.
شخصيًا أرى ماستودون وكأنها نظام للمنتديات على غرار Vbulletin أو MySmartBB التي كانت تسمح للمستخدمين إنشاء حسابات ومتابعة قسم دونًا عن البقيّة، فالبرمجية واحدة والاختلاف في التصميم والإدارة والمواضيع المُختلفة هناك، وهُنا يتكرّر نفس الأمر تقريبًا.
التدوينة شبكة Mastodon الاجتماعية ما بين القضاء على تويتر وإعادة المُنتديات للحياة ظهرت أولاً على عالم التقنية.
ليست هناك تعليقات