Header Ads

أخر الأخبار

وجبة الجراد


أكلنا وجبة الجراد 

التهمنا لحم الجراد 

بشهية الجائع المعتاد 

و جدتي كانت تطهو لنا 

نبتة " اليرني" 

تلك التي 

لم يكن غيرها في حقلنا  

الضيق الأبعاد 

و الدواب و المواشي 

ماتت كلها في بلادي 

أو اشتراها منا غصبا 

بأبخس الأثمان 

زبانية الأسياد 

و جدتي التي  

كانت تطهو لنا 

نبتة "اليرني" 

أربعا و عشرين ساعة 

على فحم سمائي الرماد 

كانت تجهض أولادها 

اثني عشر بطنا أجهضت 

من أعمامي و عماتي 

ولدوا موتى 

الأولاد الموتى 

تلو الموتى من الأولاد 

حتى ألفنا مواسم الحداد 

الحداد تلو الحداد 

و والدي الذي نجا جنينا 

نجا من الطاعون 

بوصفة التراب و الرماد 

كما نجا والدي 

من الموت في ألمانيا 

بطلا للحرب  

في معارك استشهاد 

قيل لهم أنها 

حرب الكرامة ربما 

لقتل العباد بالعباد 

و والدي الذي نجا  

من الموت 

جنينا و جنديا 

لم ينج منه 

بعد ثمانين حولا   

إذ زاره الموت في رقاد  

و كان والدي نهما

بشهية كبيرة 

يأكل وجبة نبتة "اليرني" 

و يأكل بشهية 

وجبة الجراد 

و يأخذنا القحط بالسنين 

عبر العقود 

سبعا من العجاف 

و سبعا من الشداد 

و يوم ما نكد 

و نجمع الغلال 

و تلفح وجوهنا شمس أيار 

في مواسم الحصاد 

بضع سنبلات من شعير 

و شيء من القطاني 

زادا للأولاد 

يغتالنا الجابي 

بجيشه الجرار 

مصاص الدماء كالجراد 

قهرا يأخذ زرعنا 

يتركنا نضرب الأيادي 

على الأيادي 

و نعود لحالنا القديم 

نأكل نبتة "اليرني"

نأكل وجبة الجراد

متعدد الأولاد

و القحط ما نسانا

و الجابي ما سلانا

تناوبت علينا

مكائد الأوغاد

و دسائس الأسياد

و الجراد قد هوانا

و عشش في البلاد

تارة يلبس قناع القحط

بالسنين يأخذنا

العجاف و الشداد

و تارة يلبس قناع الجابي

بالقهر يسلبنا زرعنا

و القمع سلاحه

في قبضة الجلاد












صور ولوحة فنية للجراد
وجبة الجراد

***

كافة الحقوق محفوظة ©  لمحمد المعين العينقان آسفي في: الأربعاء 17 أيلول 2014



المصدر : وجبة الجراد

ليست هناك تعليقات