Header Ads

أخر الأخبار

قصة قصيرة


قصة قصيرة رائعة بعنوان صمت في مقبرة الحب، للكاتبة المذهلة والمبدعة : لمياء عمر عياد. القصة تحكي عن جرح عميق  .. وتضميده يتطلب صبرا و مكابدة ..، تحبه و مجنونة به الا ان طيف حبيبته يسرقه منها كل ليلة ..، فيجد نفسه منقسما شطرين بين معانقة روح تسكنه ، و امرأة متجسدة في واقعه ..كلاهما بين نارين .. 











صور مقابر مقبرة الحب
قصة قصيرة للشاعرة لمياء عمر عياد


صمت في مقبرة الحب :


كانت تُسرع في الخطى لمقابلته تكاد تتعثر وتسقط –فقط شغلتها مكالمته الأخيرة --أحسّته حزينا, وجدته جالسا في مقهى عند البحر يغوص في موج --هائم لايدري شيء حتى انه لم يحسّ بوجودها حين جلست وألقت التحية---جلست بكل هدوء

--انتبه وسلم عليها بحرارة مقنّعة --استطردت تسأله عن حاله وعن سبب حزنه وكانت تلتهم وجهه حيرة –حينها نظر إليها-- 

وبعيدا عن لذة الحلم الذي كانت تراها من قبل -- باح لها بسره بعد حيرة بكل صمت فاضح -- 

رأت في عينيه حزنا وبحرا ساكنا فيه موج من الدّمع المتجمد –عاتبت نفسها وسألته "" ألهذا الحدّ لم أستطع إسعادك ؟؟–

أجاب وغصة تخنقه –""الذنب ليس ذنبك --الذنب ذكرى لا تفارقني -- تلك الحبيبة بين الثرى أسامرها كل ليلة وتسامرني

ارتعشت و اغرورقت عيناها بالدّمع وغاصت في ألم – وقالت وهي تلملم أجزاءها :أصبرك الله ورحمها-- ولكن إلى متى ؟؟؟

ألم أكن لك الحبيبة-- و القريبة-- وكنتُ مجنونة بك حبا وعشقا حد السماء؟؟ ---ألا يكف؟؟

قال :'''بربك لا تغيري من امرأة ميتة -- فاني أفضفض فأنت من ملكْتيني و روحي وعقلي وأنت أملي 

هزّت برأسها وقالت مستنكرة: لا وربي أنا نقطة تحوّل فيك تعيشها ,لا أكثر -- وتمنيتَ أن تنسى بها حزنك ولكن-----

صمتت ---ثم صرخت : آنا احبك –أنا احبك ---أنا احبك --وما ذنب قلبي أن احَبك وأنت بين المقابر تنوح ؟

ما ذنبي حين غزوتَ روحي وعلمتُ بك الحياة وروضة الروح 

اتركني -- سأذهب داعية لك بالصبر 

صاح يرجوها البقاء :لا –--ابقي فأنت ركني الذي آتيه حين يشتدّ حزني وتقتُلني وِحدتي ويلتهمني اليأس-- 

وأنت مرآتي أبْكِ أمامها دون كِبر --

أنت ملاذي --أنت سكوني-- أنت كلي ---

تركته يعدّدها وارتحلت ---

تتساءل-- أتبقى وسادة للدّمع آم ترحل ؟--حتى لا يتمزق مابقِي َمنها ؟؟

اتكون بجانبه وتعلم أنها مجرّد مُسكّن للألم --أم ترْحل عن حبّ أصبح كلّ ما تملك ----؟؟

سمعته ينادي-- 

وسمعت فيها الأنين أيضا يناديها --

ماذا تفعل؟؟ 

وماذا تقرر ؟؟--

-لا تدري سوى أنها بين ناريين وجنّتين --- ماضية فيهما إلى رحلة الموت...






المصدر : قصة قصيرة

ليست هناك تعليقات