ماذا تقولين؟!
وصلت القاهرة خلال أجازة انتظرت حتى يأتى وقت والد دينا: لوسي، سعيد أنا: حقا؟ ما بها؟ والد دينا: أتمنى لو كنت أنا: أين هي؟ أشار والد دينا تجاه أنا: دينااااا، وحشتيني دينا: لوسيييي، أنا أنا: نعم، فلدي أخبار دينا: قولي لي ما هي، أنا: فيصل تقدم لي نظرت لي بابتسامة كبيرة، أنا: أرجوك قولي لي أن دينا: بالطبع، كل ما في أنا: عن ماذا؟ لقد قال دينا: إن أخبرتك، لن أنا: لا داع لتقولي هذا، دينا: هذه المرة الوضع أنا: ما هو حبيبتي؟ أشعر دينا: أنا حامل. أنا: أنت ماذا؟ كيف؟ أنا دينا: هل رأيت؟ أنت أنا: أنت محقة، أنا دينا: لقد وعدت نفسي أنا: يا الله! لا أصدق دينا: كنت أشعر بالخوف والخجل من نفسي. ومازلت يا لوسي. منذ ذلك الحين والأعراض تزداد غرابة وبدأت أشعر أنا: هل أنت متأكدة أنك دينا: نعم قمت بعمل أنا: هل تحدثت مع زياد؟ دينا: نعم، وهو يدعمني أنا: لا تقولي هذا، فأنت دينا: إذا أنت لا تعتقدين أنا: بالتأكيد لا! أنت دينا: بل كررت الخطأ أنا: أقسم بالله إن دينا: أقراص الإجهاض زاد بكاء دينا وأخذت أنا: ما توصلت إليه هنا دينا: ولكن ماذا إن لم أنا: ماذا؟ دينا: أنت لا تفهمين، أنا: هذا وضع مختلف يا دينا: من قال هذا؟ لم أنا: لا لن يتفهم يا دينا: ولكن يا لوسي، أنا نظرت إليها ولم أكن أعرف أنا: هاي زياد. (خرجت زياد: هاي لوسي. لا أصدق أنا: نعم، دينا تميل إلى الإختفاء عندما تصاب بالذعر. هي تحتاج لوقت خاص بها حتى تستطيع التفكير، ولكن يبدو زياد: حقا؟ هذا رائع! أنا: حقيقي؟ لماذا؟ زياد: في البداية عندما أنا: ولكن هل تحبها؟ زياد: ليس بالمعنى أنا: نعم، أيضا خذ رقمي، فأنا سأكون في القاهرة رجعت لدينا وأخذتها في في طريقي للعودة إلى منزلي، ظللت أفكر في مقولة ما. لم تترك ذهني لحظة واحدة بالأخص لأني لم أتمكن من قولها لدينا لأنها كانت ستبدو قاسية جدا وهي لم تكن بحاجة لمزيد من القسوة. المقولة هي: الجنس سهل. لما لا نجرب الحب لمرة...
العيد وأول شيء أردت فعله هو إخبار أصدقائي بالخبر السعيد. أخيرا أنا في علاقة
جادة مع رجل أحبه جدا. بالتأكيد كان يجب عليّ أن أخبر حبيبة وجها لوجه، فهي من
عرفني على فيصل ولكن أولا كان يتعين عليّ إخبار دينا. فهي الأقرب إلى قلبي كما
لاحظتم من قبل.
الظهيرة وفكرت أنه الوقت الأنسب لأذهب وأخبرها المفاجأة بنفسي. فتح أباها الباب
وسلم علي بابتسامة عريضة. منذ أن تركتهم زوجته (والدة دينا) ولم يعد المنزل إلى
سابق عهده. هو ليس مبهج مثلما كنت أتذكره ولكني سعدت بأن أراه مبتسما مرة أخرى.
بمقابلتك مرة ثانية. من فضلك تحدثي مع دينا، فهي ليست بخير منذ بضعة أيام.
أعرف، فهي لا تتحدث أبدا معي عن أي شيء.
حجرتها فذهبت إليها وعلى وجهي ابتسامة كبيرة ولكني رأيتها تجلس في أحد أركان
الغرفة وتحدق في هاتفها.
أكثر مما تتخيلين.
سعيدة جدا أن لرؤيتك. لم أكن أعلم أنك قادمة إلى القاهرة. إنها حقا مفاجأة مذهلة.
سعيدة أردت أن أخبرك بها بنفسي.
أريد أن أعرف.
بطريقة غاية في الرقة وسوف يقابل والداي غدا.
والتي تحولت سريعا إلى حزن ثم رأيت دموعا.
هذه دموع فرح.
الأمر هو أني أمر بظروف سيئة مؤخرا. أنا سعيدة أنك عدت وأخيرا بإمكاني التحدث مع أحد عن
هذا الأمر.
والدك أنك لست على طبيعتك في الفترة الأخيرة. أخبريني ما الأمر؟
تحكمي علي ولن تخبري أحدا على الإطلاق؟
هل حدث وأخبرت سرك لأحد من قبل؟
مختلف يا لوسي. فهو يفوق ما يمكنني تحمله، وأكثر بكثير مما يمكن لوالدي تحمله
أيضا.
بالقلق الشديد من كلامك.
أعرف كيف، ولكن أقصد كيف سمحت لنفسك بفعل هذا؟ كنت أظن أنك تخطيت هذه المرحلة يا
دينا!
تحكمين عليّ. إن كنت أنت، أقرب شخص إليّ تحكمين عليّ، فماذا سيفعل الآخرين؟
آسفة. لم أقصد كلامي بهذه الطريقة ولكني مصدومة جدا، هذا كل ما في الأمر. قولي لي
كيف تشعرين، وهل أنت متأكدة؟
بأني لن أقيم علاقة مع رجل مرة ثانية، ولكني لا أتمكن من بناء صلة قوية مع أحد
أواعده فينتهي بي الأمر بأن أقيم علاقة معه. أعرف أني إنسانة سيئة وأكره هذا أكثر
مما تتخيلي. منذ شهر ونصف كنت أواعد رجلا اسمه زياد، وانتهى الأمر بنا في الفراش.
بعد بضعة أيام لاحظت أعراض ما قبل الدورة الشهرية تظهر مبكرة عن موعدها، ففكرت
بأن حدوث ذلك جاء بسبب الضغوط الكبيرة التي أمر بها في عملي وأنه ليس بأمر
هاما. ولكن لم يحدث شيئا لمدة أسبوعا كاملا. أو بمعنى أدق حدث شيئا واحدا، بدأت
أشعر بإرهاق شديد بالإضافة إلى غثيان، أعراض الحمل.
أنك كنت تمرين بكل هذا بمفردك. لماذا لم تتصلي بي وتخبريني بكل هذا؟
بالرهبة، وأفكر كثيرا جدا بشكل زائد ولكن لم أقدم على التأكد من خلال تحليل حمل.
حاولت أن أطلبه من خلال الإنترنت لأني كنت شديدة الخجل من أن أشتريه من الصيدلية
ولكني خفت أن يراه أبي عندما يصل. هل تتخيلين ما قد يحدث له إن علم بشيء مثل هذا؟
حامل؟ هل قمت بعمل الاختبار؟ يمكنني أن أذهب وأشتريه لك، فلا مانع لدي.
الاختبار منذ أسبوعين. كان موعد الدورة الشهرية قد مر عليه أكثر من أسبوعين وبدأ الذعر
يتملكني حتى أني لم أتكمن من التركيز في عملي. ذهبت للصيدلية واشتريت عبوتين. كنت
في غاية الإحراج يا لوسي. ظهرت نتيجة كلا الإخبارين بالإيجاب. ماذا أفعل؟ لا أستطيع
التفكير منذ ذلك الحين.
جدا. قال لي أنه سيكون بجانبي مهما كان قراري، ولكني قلت له أني بحاجة إلى التفكير
مرة ثانية ومنذ ذلك الحين وأنا أتهرب من مكالماته. أنا لا أحبه حتى يا لوسي، لماذا
فعلت هذا بنفسي؟ أنا حقا لا أرى قيمة نفسي.
تقسين على نفسك كثيرا. جميعنا نخطئ بأشكال مختلفة، وما حدث حدث بالفعل فلا فائدة
من معاقبة نفسك.
أني شخص سيء؟
تعرفين هذا في داخلك. أنت فقط أخطأت.
مرارا وتكرارا مثل الأغبياء.
استمريت في القسوة على نفسك هكذا سأخرج من الغرفة الآن ولن أقف بجانبك حتى. الجميع
يخطئون، فإن كان الله يغفر لنا، ألا تعتقدين أنه يمكنك التساهل قليلا مع نفسك؟ لا
أحد من حقه أن يحكم عليك. والآن لنكون عقلانيين قليلا. ما هي الخيارات التي أمامك؟
أعتقد.
أكثر من خمس دقائق أحاول أن أجعلها تهدأ، ثم بحثت على الإنترنت عن ما هي أقراص
الإجهاض وأعراضها الجانبية قبل أن أوافقها الرأي.
هو أنه لا مانع من استخدامها طالما لا تزالين في مرحلة مبكرة من الحمل.
أكن أريد فعل هذا؟
فأنا لم أكن يوما متعلقة بأي شيء أو أي شخص من قبل. منذ فترة كبيرة جدا وأنا أحاول
أن أغير هذا الأمر ولكن لم يفلح شيء. وعندما أجد رجل يحبني بجنون ويرغب أن يفعل أي
شيء من أجلي، لا أعطيه أي اهتمام لأني لا أشعر تجاهه بالمثل. طفلي هو أول ما شعرت
نحوه بالارتباط وهذا جعلني غاية في الحساسية. في داخلي، أريد حقا أن أتمسك به، فهو
يستحق أن يعيش. سأكون أم أفضل بكثير لهذا الطفل عما كانت أمي بالنسبة لي. لا أريد
أن أخذ أقراص الإجهاض وأتخلى عنه مثلما تخلت أمي عني.
دينا. لا تدعي مشاعرك تخفي عنك التفكير السليم. سيكون لك طفل ولكن في الظروف
الصحيحة في وسط عائلة كاملة.
أكن يوما في علاقة عاطفية جيدة، فمن قال أن العائلة ستكون أفضل للطفل؟ أردت التحدث
مع أبي في هذا الأمر وأعرف أنه سيتفهم في النهاية.
دينا. عقلك يخدعك.
مرتبطة جدا به أكثر من أي شيء في حياتي كلها. أنت لا تفهميني ولا أعتقد أنك
ستفهميني.
ما أقول لها لأغير رأيها. ولكني أدركت أن هذا ليس مكاني لأحاول وأغير رأيها عن
قرارها الحالي. طلبت منها أن تتصل بزياد لأتحدث معه وبعد إقناع وافقت. بدأت أولا
بتقديمي إليه ثم أعطتني الهاتف.
إلى غرفة المعيشة وأغلقت الباب خلفي.)
أنها اتصلت بي أخيرا. كنت أحاول الوصول إليها منذ فترة.
أنها لم تبدأ في التفكير بطريقة صحيحة بعد. أعتقد أن هذا هو السبب الذي لم يجعلها
تتصل بك حتى الآن. هل تعرف أنها تفكر في الاحتفاظ بالطفل؟
سمعت الخبر كنت في حالة صدمة. ولكن بعد ذلك بدأت أفكر من منظورها هي وتحمست حتى
أني تحدثت مع والداي. وبعد أن وبخوني كثيرا طلبوا مني أن أفعل الشيء الصحيح تجاه
دينا ولهذا كنت بحاجة إلى التحدث إليها.
التقليدي، وهي أيضا تشعر بالمثل تجاهي. ولكنها تعني الكثير لي وقد كنا أصدقاء لفترة
قبل أن أطلب منها أن نتواعد. صراحة لا أعلم، ومن الصعب تحديد مثل هذه الأمور في
ظروف كهذه. هل يمكنك أن تجعليها تتصل بي؟
لبضعة أيام في حالة إن لم تتمكن من الوصول إليها واحتجت أن تطمئن عليها.
حضني. هي حقا مسكينة، فلا أستطيع أن أصف الفوضى التي تسببت فيها، إضافة إلى حيرة مشاعرها التي بالتأكيد لا تجعل الأمر أسهل. كيف ستتمكن من مواجهة كل هذا؟ هل ستستطيع إتخاذ القرار الصحيح؟ في هذه المرحلة لا يوجد صح أو خطأ وأتمنى أن تتمكن من الوصول للحل الأنسب لها. بقيت معها لبضع ساعات ووعدتها بالذهاب معها إلى الطبيب لعمل الكشف الأول، حتى أني سأمد أجازتي لأتمكن من المكوث بجانبها وتقديم الدعم لها قدر استطاعتي.
المصدر : ماذا تقولين؟!
ليست هناك تعليقات